للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معناه المجرور-ما في الحديث من قوله عليه السلام: ((هل أنتمُ تاركوُ لي صاحبِي (١)))، أراد: تاركو صاحبي لي. وقال بعضُ العربِ: تركُ يوماً نَفْسِك وهواها سعيٌ في رداها)). وأنشد سيبويه للشماخ (٢):

ربّ ابن عمٍّ لسْلَيمى مُشْمَعِلْ

طَبّاخ ساعاتِ الكرى زادِ الكَسِلْ

/ على من رواه بجرِّ الزادِ. وانشد أيضاً للأخطل (٣): ... ٤١٠

وكَرَّارِ خَلْفَ المُحْجَرين جَواده

إذا لم يُحامِ دُون أُنْثَى حليلُها

وأنشد المؤلف (٤):

لأَنْتَ معتادُ في الهيجا مُصَابرةٍ

يَصْلَى بها كلُّ من عَاداكَ نِيرانا

وأما وجهُ القياس فإنّ ما تقدَّم من الشواهد استمل على فصلٍ بِفَضلةٍ بين عاملها المضاف إلى ما هو فاعلٌ في المعنى أو مفعولٌ وبين


(١) البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلا ٥/ ٦، وشواهد التوضيح لابن مالك ١٦٧.
(٢) الكتاب ١/ ١٧٧، وهكذا نسب للشماخ في الكتاب، وهو في الديوان ٣٨٩ - ٣٩٠ منسوباً إلى جبار بن جزء أخي الشماخ. ويريد بابن عم لسليمى: عمه الشماخ. ومشمعل: سريع ماضٍ نشيط في كلّ ما أخذ فيه من العمل. وسليمى: أمرأة الشماخ.
(٣) الكتاب ١/ ١٧٧، وهو من شواهد الرضي في شرح الكافية ٣/ ٤٢٤، والخزانة ٨/ ٢١٠ وانظر شعر الأخطل ٦٢٠، وروايته فيه: وكرار خلف المرهقين جواده. حفاظاً إذا لم يحم أنثى حليلُها
المرهق: الذي قد غشيه السلاح.
(٤) شرح التسهيل، ورقة ١٨١. والبيت في المساعد ٢/ ٣٦٧، والعيني ٣/ ٤٨٥، وقال: ((لم أقف على اسم قائله)).

<<  <  ج: ص:  >  >>