للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنت ترى مخالفةً مَا بين الكلامين، فأحدهما يزعم أن هذا الاستعمال قليل، والآخر يُطِلق القوَل بالجواز، ولكنَّ رأيه هنا أحسنُ، إذْ استعمالُ اسم المفعول استعمالَ الصفةِ المشبَّهة قليلٌ كما قال، والأكثر إجراؤه مُجرى أصلِه، وهو اسم الفاعل حسبما تقدم.

وعلى ذلك ظاهرُ كلام غيره، إلا أنه استدرك هذا الاستعمال الثاني القليل، فهو حَسَنٌ ولا عَتْبَ عليه.

وأما زعمه هنالك (١) أنه خارج عن ((باب اسم الفاعل)) بإطلاق، جارٍ مَجرى الصفة المشبَّهة بإطلاق فهو رأيٌ غريب يَقتضي امتناع (هذا مضروبُ غداً أو الآنَ) و (هذا مُكْرَمٌ أبوه الآنَ) وما أشبه ذلك.

وهو غير صحيح، نعم، لاُ ينْكَر أن يُقْصد بمعناه الثبوت، فيجري مجرى الصفة، لا أن يكون كذلك البتَّةَ، ولا أعلم له في هذا القول مُسْتنَدَا.


= وأقمار النساءِ. على تأويل (عَسَل) بحلو، و (أُسْدِ) بشجعان، و (أقمار) بحسان، ومنه قول الشاعر.
فراشةُ الحِلْم فِرْعَوْنُ العذابِ وإنْ تَطْلُبْ نَداه فكَلْبٌ دونَه كَلْبُ
فعاملَ ((فراشة)) معاملة: طائش، و ((فرعون)) معاملة: مهلك.
وقول الآخر:
فَلوْلاَ اللهُ والمُهْرُ المْغَدىَّ لأبْتَ وأنتَ غِرْبالُ الإهابِ
فعامل ((غربال)) معاملة: مثقب.
قال ابن مالك في ((شرح التسهيل)) (ورقة ١٥٥ - ب): ((وأكثر ما يجئ هذا الاستعمال في أسماء النسب، كقولك: مررتُ برجل هاشمي أبوه، تميميةٍ أمُّه. وإن أضفت قلت: مررت برجلٍ هاشميَّ الأب، تميمي الأم، وكذلك ما أشبهه)).
وانظر: التصريح ٢/ ٧٢، والهمع ٥/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>