للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأحكام أيضاً أنهما يطلبان مرفوعاً على وجه مخصوص، وذلك قوله: ((رَافِعَانِ اسْمَيْن)) إلى آخره.

يعني أنهما من حيث كانا فعلين لا بدَّ لهما من فاعل كسائر الأفعال، لكن لا يرفعان كلَّ اسم على الفاعلية لقصورهما، بعدم التصرف/ عن جَرَيانهما مَجرى الأفعال المتصرفة ... ٥٤٣ فاخْتَصَّا برفع ثلاثة أسماء على البدل لا على الجمع (١).

أحدهما كلُّ ما كان مصحوباً بالألف واللام الجِنْسية، أو ما أُضيف إلى ما هما فيه، وذلك قوله: ((مُقَارِنَيْ أَلْ أَوْ مُضَافَيْنِ لِما قَارَنَها)).

فتقول: نعم الرجلُ زيدٌ، وبئس الغلامُ عَمْروٌ، ولا تقول: نعم زيدٌ، ولا بئس عمروٌ.

ومن ذلك قول الله تعالى: {نِعْم العْبدُ إنَّه أَوَّابٌ (٢)(فلنِعْمَ المُجيبُونَ (٣)}، {فَنِعْم الْقادِرُونَ (٤)}.

وتقول أيضاً: نعم صاحبُ القومِ، وبئس خَدِيُم القومِ (٥)، ومنه في القرآن الكريم {منِعْمَ أَجْرُ العَامِلينَ (٦)}، {بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِين كَذَّبُوا بآيات اللَّهِ (٧)}، {وبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمينَ (٨)} ومَثَّله


(١) يعني أن مرفوعهما يكون واحدا من ثلاثة أنواع من الأسماء، لا كل الأنواع الثلاثة مجموعة في تركيب واحد. وهذا أمر واضح، ولم يكن في حاجة إلى هذا التقييد.
(٢) سورة ص/ آية ٣٠.
(٣) سورة الصافات/ آية ٧٥.
(٤) سورة المرسلات/ آية ٢٣.
(٥) الخديم: الخادم والعبد.
(٦) سورة آل عمران/ آية ١٣٦.
(٧) سورة الجمعة/ آية ٥.
(٨) سورة آل عمران/ آية ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>