للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فيه (١). وإذا سُلِّم فندورُه يَمنع من القياس عليه. وقد تأوَّله ابن مالك على أن يكون التمييز قد حُذف، والفاعل ضمير، والظاهر المرفوع هو المخصوص. و ((أنا)) و ((خالد)) بدلان، فلا يكون فيه على هذا دليل (٢).

فإن قيل: قد تقدَّم أن التمييز هنا لا يُحذف قيل: ذلك هو الشائع، وقد يُحذف نحو قوله عليه السلام: ((مَنْ تَوَضَّأَ يومَ الجُمعةِ فَبِهَا فَبِهَا ونِعمَتْ (٣))) فالتقدير: ونِعْمَتْ سُنَّةً، لأنه أضمر الفاعلَ على شريطة التفسير، كأنه قال: ونِعْمَتْ سنةً فعِلَتُه، أو نحو ذلك.

ومن ذلك النكرةُ المضافة نحو: نِعْمَ صاحبُ قومٍ زيدٌ، فقد جاء في الكلام مِثْلُه، وهو حَسَّان بن ثابت رضي الله عنه (٤):

فَنِعْمَ صاحِبُ قَوْمٍ لا سِلاَحَ لَهُمْ

وصاحبُ الرَّكْبِ عُثْمَانُ بن عَفَّانَا

وهذا مما حكاه الأخفش والفرَّاء عن طائفة من العرب أنها تقوله (٥). وقد يظهر أنهما قائلان بجوازه.


(١) انظر: ٣/ ٤٠١.
(٢) شرح التسهيل للناظم (ورقة: ١٤٠ - أ).
(٣) سنن أبي داود- الطهارة: (١/ ٩٧) حديث (٣٥٤) والترمذي- الصلاة (٢/ ٣٦٩) حديث (٤٩٧) والبغوي في شرح السنة ٢/ ١٦٤.
(٤) شرح الرضي على الكافية ٤/ ٢٥٣، والخزانة ٩/ ٤١٥، وابن يعيش ٧/ ١٣١، والهمع ٥/ ٣٦، والدرر ٢/ ١١٣، والأشموني ٣/ ٢٨، والعيني ٤/ ١٧. والشعر لكثير بن عبد الله النهشلي لا لحسان، وقبله:
ضَحَّوْا بأشمطَ عنوانُ السجود به يقطَّع الليل تسبيحا وقرآنا
وقوله: ((فنعم صاحب قوم لا سلاح لهم)) إشارة إلى قوله رضي الله عنه يوم الدار: ((من رمى سلاجه كان حرا)) وقوله ((صاحب الركب)) أي ركب الحج.
(٥) انظر: الأشموني ٣/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>