للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرمي عليها وهى فرع أجمعُ

وهى ثلاث أذرع وإصبعُ

وقال الآخر (١):

* قد صرّت البكرة يوماً أجمعا*

ومن أبيات الحماسة (٢)

أولاك بنو خيرٍ وشرٍّ كليهما

جميعاً ومعروفٍ ألمَّ ومنكر

وقال الآخر (٣):

يا ليتني كنت صبيا مرضعا

تحملنى الذلفاء حولا أكتعا

إلى أشياء غير هذا.

وما ذهب إليه الناظم حسن إن ساعد قياسه سماع يعتد به فى القياس، ويخرج بكثرته عن الشذوذ وتكلّف التأويل، وإلا فلنحاه البصرة أن يقولوا: إن النكرة لا يصح توكيدها قياساً، إذ ليس لها عين ثابتة كالمعرفة، فينبغى ألا تؤكّد، لأن توكيد ما لا يعرف غير مفيد.


(١) ابن يعيش ٣/ ٤٥، والأشمونى ٣/ ٧٨، والهمع ٥/ ٢٠٤، والدرر ٢/ ١٥٧، والخزانة ١/ ١٨١، ٥/ ١٦٩، والعينى ٤/ ٩٥.
وقائله مجهول. وصرَّت: صوتت. والبكرة: هى التى يستقى عليها من البئر، وهى خشبة مستديرة، فى وسطها حز للحبل، وفى جوفها محور تدور عليه. والمعنى أن الاستقاء من البئر. لم ينقطع يوما كاملا.
(٢) الإنصاف ٢٢٣، والخزانة ٥/ ١٧١، والحماسة بشرح المرزوقى ٩٩٠، وبشرح التبريزي ٣/ ٣٤. والبيت لمسافع بن حذيفة العيسى. وأولاك: لغة فى: أولئك. وبنو خير وشر: ملازمون لفعل الخير والشر مع الإصدقاء والأعداء. والمعروف: الجميل الظاهر، وضده المنكر. وألم: نزل وعرض.
(٣) تقدم الاستشهاد به وتخريجه فى الباب نفسه. انظر: ص ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>