وقولهم:"بألمٍ ما تختننه"، وقولهم:"بعينٍ ما أرينك"، وقول جذيمة:
ربما أوفيت في علمٍ ... ترفعن ثوبي شمالات
وقد تقدم ذكره، وما حكى يونس من قولهم: ربما تقولن ذلك، وكثر ما تقولن ذاك وكذلك يقال: فلما يقومن زيد، وهذا جائز في الكلام على قلة، وذلك مع لزوم (مط) فأشبهت لام [الأمر]، في لزومها الفعل المستقبل طالبةً بالنون.
وأيضًا، فإن الكلام غير واجب؛ إذ هو مستقبل، ودخلت (ما) تشيهًا لها في توكيدها الكلام بـ (ما) اللاحقة في الشروط، فحسن إدخال النون، وكذلك يقال في (ما) إذا حملت في كلامه على أنها النافية: لما كان الكلام غير واجب أشبه الاستفهام وغيره، فدخلت النون.
والأولى أن يحمل كلامه على الوجهين، ولذلك لم يقيدها بالنافية، وإلا فلو أراد النافية لقال:"وقل بعد نفي ما ولم ولا" لكن كان الأولى به أن يبين ذلك، وإلا فيدخل عليه أيضا (ما) الاسمية الموصولة، وإن كان بعيدًا أن يتوهم دخولها.