أحدهما: الأسماء غير المتمكنة، وهي التي أشبهت الحروفَ من جهةٍ
من تلك الجهات التي تقدَّم ذكرها في باب المعرب والمبني، وهي أربع:
شبهٌ معنوي، وهو ما تضمن معنى الحرف كأسماء الشرط وأسماء
الاستفهام، نحوُ: مَنْ ومتى وأين.
وشبهٌ وضعي، وهو ما وُضع وَضْع الحرف في كونه على حرفٍ واحد أو
على حرفين ثانيهما حرفُ لين، مثالُ ما هو على حرفٍ واحد التاءُ في: جئتُ
وجِئْتَ، والكاف في: ضربك ومنك ولك ومثال ما هو على حرفين ثانيهما حرف
لين: نا في ضرْبنا* وضربَنا وبِنا وها في ضرَبها وكذلك ما الاسمية
على أيّ وجهٍ كانت
وشبهٌ افتقاري وهو ما كان مفتقرا لغيره في بيان معناه كأسماء
الإشارة الموصولات والمضمرات أيضا فإنها في أصل وضعها مفتقرة إلى ما
يبين معناها
وشبه من جهة عدم قبولها التأثر بالعوامل مثاله مه وصه ونزال
وإيه وهيهات وسائر أسماء الأفعال
فجميع هذا مما أشبه الحرف لا يدخلها تصريف كما قال لأنها
منزلة منزلة الحروف ألا ترى أن كم ومن وإذا ومذ سواكن الأواخر كهل
وبل وقد وعن ومن ومن هنالك لا تصح أن تكون الألف في متى وإذا
وأتى وإيا في إياك وألى وجميع ما آخره ألف منها إلا غير منقلبة من ياء
[٢٢٣]