ولا واو كما أن الألف في حتى وكلا غير منقلبة أيضا فهذه الأسماء بمنزلة
الحروف كما قال من كل وجه
والنوع الثاني الأفعال غير المتصرفة وهي التي لم تختلف أبنيتها
لاختلاف الأزمنة نحو ليس وعسى ونعم وبئس فهذه الأربعة إنما ادعي
كونها أفعالا لجريان بعض أحكام الأفعال عليها وإلا* فكان الظاهر عندهم أنها
حروف فعسى ولعل أخوان من جهة المعنى وكذلك ليس ما وقد ادعي في
ليس أنها حرف اعتماد على مرادفتها لما وكذلك سائرها فهي في الحقيقة
تدل على معنى في غيرها فكانت مثلها في امتناع دخول التصريف فيها
وقوله بري أصله بريء فحذف الهمزة منه ومثل هذا في
الكلام نادر فحكي جاء يجي* ونحو من ذلك قليل وهي لغة ويحتمل أن
يكون بري في كلامه فعلا ماضيا سهل همزته ثم وقف عليها بالإبدال*
وهو من قولهم برئت لك من كذا وبريت من الدين براءة
ولما نفى التصريف عن هذين النوعين بقى* ما عداهما يدخله التصريف
فذكره ونص على ذلك فيه بقوله وما سواهما بتصريف حري وحر معناه
خليق يقال هو حر بكذا وحري بكذا وحرى* به أي خليق وحقيق وجدير
به وقمن وقمن وقمين هذه كلها بمعنى واحد ويعني أن ما عدا الحرف وشبهه
من الكلم يدخله التصريف والذي هو سوى ما ذكر نوعان
[٢٢٤]