ويوزن ويحكم على حروفه بالأصالة حيث تجب وبالزيادة كذلك وبالقلب
والإبدال وسائر الوجوه لا فرق بينه وبين ما لم يبن قط وإن كان ذلك في حال
بنائه وكلام الناظم يقتضي أنه حالة البناء لا يدخله تصريف إذ قال
حرف وشبهه من الصرف بري ولا شك أن يا زيد ولا رجل ونحوهما
مبنيا ولا بناء عنده إلا لشبه الحرف وقد تقدم وجه شبه هذه الأنواع
بالحرف في مواضعها فاقتضى أن التصريف ممتنع أن يدخلها وأنها بريئة
منه وهذا فاسد ولا يقال إنما أراد الشبه بأصل الوضع لأنا نقول ليس
في لفظه ما يعين هذا البتة وعبارته في التسهيل أحسن إذ قال ومتعلقه
نت الكلم الأسماء المتمكنة ولا شك أن المنادى المبني واسم لا المبني معها
أسماء متمكنة ولا يقال إنها غير متمكنة البتة فالاعتراض عليه لازم
والجواب عن الأول أن العجمي ينبغي تحقيق النظر بالنسبة فيه إلى
هذا المعنى فإن القول بعدم دخول التصريف فيه مشكل وذلك أن
العجمي دخيل في كلام العرب والعرب إذا تكلمت فإنما تتكلم به على
حروفها وكثيرا ما تخلط فيه تبدل حروف كثير من الأسماء الأعجمية إلى
حرف كلامها وما نقل إليها نكرة عاملته معاملة الأجناس العربية
والنحويون واللغويون يسمون الدخيل في كلام العرب معربا وقد نقلت كثيرا
منها إلى أبنيتها حتى صيرتها كالعربي الأصول ومنها ما لم تقدم على ذلك
[٢٣٣]