الخارجة عن أوزان العرب لا يبنى عليها ولا يعتبر في إثبات الأبنية أصلا
وعلا تسليم ذلك كله فالعجمي بالنسبة إلى العربي قليل ولا يعتبر مثله أن
يكون نقضا لقاعدة عامة وبالله التوفيق
والجواب عن الثاني أن الأسماء الموقوفة عند ابن جني مبنية شبيهة
بالحروف ونسوق كلامه هنا مع حذف بعض ما لا يحتاج إليه هنا فقال
في سر الصناعة إذ تلكم على تصريف أسماء حروف المعجم اعلم أن
هذه الحروف ما دامت حروف هجاء غير معطوفة ولا موقعة موقع الأسماء فإنها
سواكن الأواخر في الإدراج والوقف وذلك قولك ألف با تا* جيم حا
خا دال ذال إلى آخرها وذلك أنها إنما هي أسماء الحروف الملفوظ بها في
صيغ الكلم بمنزلة أسماء الأعداد نحو ثلاثة أربعة خمسة تسعة ولا
تجد لها رافعا ولا ناصبا ولا جارا وإذا جرت كما ذكرنا مجرى الحروف لم
يجز تصريفها ولا اشتقاقها ولا تثنيتها ولا جمعها كما أن الحروف كذلك
ويدلل على كونها بمنزلة هل وبل وقد وحتى وسوف ونحو ذلك أنك تجد فيها
ما هو على حرفين الثاني منهما ألف وذلك نحو يا* تا ثا* طا ظا حا
ولا تجد في الأسماء المعربة ما هو على حرفين الثاني منهما حرف لين إنما
ذلك في الحروف نحو ما ولا ويا ولو أو وأي وكي فلا تزال هذه
الحروف هكذا مبنية غير معربة لأنها أصوات بمنزلة صه ومه وإيه وغاق
وحاء وعاء حتى توقعها مواقع الأسماء فترفعها حينئذ وتنصبها وتجرها
[٢٣٨]