فلو اقتصر على ذكر المطاوعة فقط لم يدخل له الحكم بزيادة التاء في هذه
الأقسام كلها فكان تجريد المثال وذكره بخصوصه ضروريا لأنا نقول
كذلك سائر أقسام المطاوعة ليست بمقتصر بها على هذا المعنى فقط بل تأتي
لمعان أخر فأم تَفَعَّل فتأتي لمعنى التكلّف كتحلّم وتشجّع وتسخّى
وتصبّر إذا تكلف الحلم والشجاعة والسخاء والصبر وللتجنب كتأثّم
وتحرّج وتهجّد إذا تجنب ذلك وللصيرورة كتأيّمت المرأة إذا صارت أيِّما
وتكبّد اللبن إذا صار كالكبد وتجبّن صار جُبنا وتحجّر الطين
وللتَّلَبُّس بمُسمَّى ما اشتقّ منه كتقمّص وتأزَّر وتدَرَّعَ وتعمّم
وللعمل في مهلة كتبصّر وتفهّم وتعرّف وتسمّع وتجرّع ولغير ذلك من
المعاني وأما تفاعل فتأتي لمعنى الاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي
المفعولية معنى كتضارب زيد وعمرو فإنهما شريكان في الفاعلية في اللفظ
فلذلك رفعا وهم في الحقيقة مشتركان معها في المفعولية إذ كل واحد
منهما فعل بصاحبه مثل ما فعل به الآخر. ولتخييل فاعل الفعل كونه فاعلا
نحو تغافل وتجاهل وتمارض وتباله إذا ظهر بصورة ذلك وليس به
ولغير ذلك وأما افتعل فتأتي للاتخاذ نحو اذَّبَحَ واطّبخ واشتوى وللتسبب
في الشيء والحركة فيه كاعْتَمَل واكتسب وللتخيير نحو اقتنى وانتخب
واصطفى ولعمل العامل بنفسه نحو اضطرب وارتعد وارتعش واختتن
واستاك وادّهن ويأتي لغير ذلك وأما تَفَعْلَل وما لَحِق به فهو الذي لا يأتي
[٤٣٩]