على ما زعم في التسهيل إلا لمطاوعة فَعْلَلَ تحقيقا أو تقديرا فهو الذي لا
يحتاج إلى تخصيصه بذكر بخلاف سائرها فكما ذكر الاستفعال بخصوصه
لأجل ما يلحقه من التاء الزائدة في الدلالة على تلك المعاني فكذلك كان يجب
أن يذكر البواقي فلو قال مثلا
والتاء في التأنيث والمضارَعَةْ ... ونحو الافتِعالِ والمُطاوعَةْ
كذاك في التَّفْعِيلِ والتَّفْعالِ ... كذا مَعَ السِّين في الاستفعال
ومثلها تَفاعُلٌ تَفَعُّلُ ... واختُصَّ بالمطاوِع التَّفعْلُلُ
لم يبق له شيء مما يحتاج إليه
فإن قيل لم يُرِد أن يذكر هذه الأشياء كلها وإنما أراد ذِكر المطاوعة
فقط وقد دخلت له تحت لفظ المطاوعة
فالجواب أن الاستفعال أيضا كذلك فلم جرّده بالذكر؟
فإن قيل إنما خصّ الاستفعال بالذكر لما فيه من خصوصية زيادة
السين وهذا هو الظاهر منه
فالجواب أنه لا يُفهم له ذلك البتّة من محصول كلامه لأنه إنما
تعرّض للتاء وأنها تُزاد في هذا المثال وبقيت السين فيه مسكوتا عنها
فإذا جاء طالبٌ يطلب زيادة السين في هذا الفصل لم يجدها أصلا ولم يجد
لزيادتها موضعا معيّنا وقد مرّ التنبيه على هذا أول الفصل فإنما الذي كان
[٤٤٠]