حرفين قبلها وحرفين بعدها لما تقدم ذكره فإنها أبدا زائدة فيما عُرف
اشتقاقه أو تصريفه كجحَنْفل من الجَحْفَلة وحَبَنْطًى من حَبِك بطنُه وكذلك
سائرها فإذا جاءت النون في مثل عَبَنْقسٍ مما لا يُعرَفُ له اشتقاق
ولا تصريف حُمل على ما عُرف ذلك فيه فجعلت نونُه زائدة
والفرق بين دليل الكثرة ودليل اللزوم أن اللزوم من حقيقته أنه لم
يأت له معارض في اطّراد الزيادة بخلاف الكثرة فإنه قد أتي فيه المعارض
كأرطًى في باب الهمزة كلنه قليل فلم يُحمل عليه غيرُه
والخامس لزوم حرف الزيادة البناءَ وذلك أن يأتي بناءٌ على هيئة ما
فيلزمه في كل ما جاءت من الكلم على وزنه حرفٌ من حروف الزيادة في
موضع ما بحيث لا تنفك كلمة على ذلك الوزن من ذلك الحرف بعينه فإنه
يُقضى عليه بالزيادة إذ لو كان أصليا لوقع في موضع حرف من الحروف
غير المحتملة للزيادة أو المحتمل لها وذلك حِنْظَأْوٌ وكِنْتَأوٌ
وكنْثأْو وسِنْدأْوٌ فلزوم النون ثانية لما كان على هذا المثال دليل على
زيادتها ولمّا لم تلزم الهمزةُ رابعة بل قالوا عِنْزَهْو فأوقعوا في
[٤٥٤]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute