النطق بالساكن همزٌ من صفته كذا وهذا هو الذي ذكره المؤلف في شرح
التسهيل وذكره ابن جني وإنّ هذا هو العلة في إثباتها حيث تثبُت
فكأنها على هذا إنما سُمِّيت همزةَ وصلٍ لأنها يُوصَل بها إلى هذا المعنى وقد
يظهر هذا من سيبويه إذ قال «وهي زائدة قُدِّمت لإسكان أول الحرف فلم
تصل إلى أن تبتدئ بساكن فقدِّمت الزيادةُ متحركة لتصل إلى التكلم» ثم
قال «والزيادة ههنا الألف الموصولة» فاعترض الشلوبين هذا الذي قالوا
من أنها سُمِّيت بهمزة الوصل لأنها يُوصل بها إلى النطق بالساكن وزعم أن
هذا خطأ لأن مصدر وَصَلْتُ بكذا إلى كذا وُصولٌ لا وَصْلٌ ووصلٌ
مصدرُ وصلتُ الشيءَ بالشيء وصلا
قال وإنما سُميت بذلك لأنها وُصلت بأول الكلمة قال وقولُ
سيبويه «يتصل إلى التكلم» ثم قال وهي الألف الموصولة ليس فيه
«الموصولة» من قوله: يتصل إلى التكلم كما قلنا قال ابن الضائع فإن
قيل فألف القطع أيضا موصولة بأول الكلمة فما قال الأستاذُ ليس بخاص
بألف الوصل قلت لما كانت الكلمة مستغنية عنها بالنظر إلى دلالتها على
العنى إذ تسقطُ ولا يختل معنى الكلمة بخلاف همزة القطع صارت همزةُ
الوصل موصولة بالحقيقة بأول الكلمة لضرورة الابتداء وهمزة القطع ليست
[٤٧٧]