كذلك بل هي أولُ الكلمة فعلى ما قال الشلوبين يكون الوصلُ في كلام الناظم
من قولك وثلت كذا بكذا أي إن في الكلام همزة من صفتها كذا توصل
بالكلمة وقال ابن الضائع وقد يقال سميت همزة الوصل لسقوطها عند
وصلِ الكلمة بما قبلها قال والإضافة قد تكون بأدنى ملابسة وتكون سُميت
بما تختص به عن ألف القطع وعلى هذا يكون قوله «لِلْوَصْلِ هَمْزٌ»
أي لهذا المعنى همزٌ أضيف إليه ونُسب له على الجملة فقيل همزُ الوصلِ
والأمر في هذا قريب لأنه اصطلاح لفظي ولا شك أن ما قال
الشلوبين صحيح من جهة حقيقة اللفظ إلا أن المعنى الجاري على الأذهاب في
الاستعمال هو المعنى الأول
وقوله «سابقٌ» وقوله «لَا يَثْبُتُ ... إِلَّا إِذَا ابْتُدِيْ بِهِ» فجعل له مرتبة
السبقية والابتداء به مشعرٌ بأنه في الأصل صالح لذلك ولا يصلح لذلك إلا
المتحرك في الأصل إذ لا يُبتدأ بساكن ولا يُجتلب للابتداء به فإن هذا
خلاف الحكمة وإن كان من المعلوم أنه إذا التقى ساكنان فلا بد من تحريك
أحدهما لكن في هذه الدعوى استجلابُ عملٍ من غير فائدة وإنما هي
متحركة أصلا واستعمالا وهو مذهب سيبويه لأنه قال «فقُدمت الزيادةُ
متحركة لتصل إلى التكلم» قال ابن خروف: لا يُجتلب ساكنٌ لساكن
وقد ذهب ابن جني وتبعه من المتأخرين الشلوبين وبعض طلبته فيما أظن
إلى أنها إنما أُتي بها ساكنة فحرِّكت لسكونها وسكون ما بعدها، قال
[٤٧٨]