"ولمثل هذه المواضع يحتاج مع الكتب إلى الأستاذين". انتهى كلام ابن جنى
وزعم ابن عصفور أنه (إنما) لم يحذف يوضؤ ويوطؤ لأن الواو بين ياء وضمة أخف. قال ابن الضائع: وليس كذلك، بل يوضؤ أثقل من يوعد، لو قيل. قال وإنما سببه ما تقدم، وبه علل سيبويه. يعني ما ذكرته عن ابن جنى والفارسي. وقد شذ من هذا قولهم: يجد، في مضارع وجد، فحذفوا فاءه مع كونه على بفعل، (وهي) لغة عامرية، وعليها جاء قول لبيد العامري:
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة ... تدع الصوادي لا يجدن غليلا
وكأنهم حملوا هذه اللغة على اللغة الفصحى في الحذف. قال الفارسي في التذكرة: لم يجز أن تصح الواو في يجد كما صحت في يوضؤ، لأن الضم لا يلزم لقولهم: يجد، فإذا كانوا لم يصححوا الواو في يطأ ويسع كما صححوها في يوجل، لأن الفتحة مجتلبة من أجل حرف الحلق، وإن كانوا لم يستعملوا الكسر كما استعملوا الكسر من يعد، فألا يصح من يجد مع استعمالهم نجد أجدر وأولى.