ولا في الشروع، وبذلك فسّرها الجوهرى فقال:«وكَرَب أن يفعل كذا، أى: كاد يفعلُ. وأصل الفعلِ من قولهم: كَرَب الشئُ أى: دنا، وإثاءٌ كربان: إذا كرب أن يمتلئ. وكربت الشمس، أى: دنت للغروب». وهذا كلّه فِسّر معنى كاد.
وأما جهة اللفظ فقد تقدّم أن كاد إنما يقعُ خبرها في الغالب فعلًا مضارعًا غير مقرون بأن إلا في النادر، فكذلك كرب، فإنك تقول: كرب زيدٌ يفعلُ، دون أن قال سيبويه:«وأمّا كاد فإنهم لا يذكرون فيها أن»، قال:«وكذلك كرب، ومعناها واحدٌ، تقول: كرب يفعل». وهذا من سيبويه نصٌّ على صِحّة ما قال الناظم من أنّ كرب مثل كاد في المعنى وحكم اللفظ. ويدلّ على ذلك أيضًا من جهة السماع قول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يرثى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَذَاكَ أَحقُّ ما سَالَتْ عَلَيهِ
نفوسُ القَوْمِ أَوْ كَرَبَتْ تسيلُ
فالمعنى ههنا معنى كاد بلا بُدِّ. ومثله مما استعمل بغير أَن على المشهور في/ الاستعمال قولُ الكميت: