[هذا باب تثنية الممدود]
اعلم أن كل منصرف من الممدود عند أصحابنا, فتثنيته بالألف والنون فى حال الرفع, وبالياء والنون فى حال النصب والجر, بمنزلة ما آخره غير معتل من غير الممدود وذلك قولك رداءان وكساءان وعلباءان, فهذا الأجود والأكثر فى كلام العرب.
وناس كثير من العرب يقولون علباوان وحرباوان, شبهوها ونحوها بالممدود الذى لا ينصرف نحو حمراء وصفراء, لما كان ورنه كوزنه, وكان آخره زائدا, كما أن آخر حمراء زائد, وقد مات كما مدت حمراء.
وناس من العرب يقولون كساوان وغطاوان ورداون, جعلوا هذه الواو فى أواخرها, بدلا من شئ من نفس الحرف, بمنزلة علباء لأنه فى المد مثله, وفى الإبدال, وهو منصرف, كما أنه منصرف. فلما كان حاله كحال علباء, وإن كان آخره بدلا من شئ من نفس الحرف, تبع علباء, كما تبع علباء حمراء, وكانت الواو أخف عليهم حيث وجد لها شبه من الهمزة, وعلباوان أكثر فى كلام العرب لشبهها بحمراء من كساوان.
قال سيبويه «وسألت الخليل عن قولهم عقله بثنابين, لم لم يهمزوا؟ فقال: تركوا ذلك, حيث لم يفردوا الواحد, ثم يبنوا عليه, فذا بمنزلة السماوة لما لم يكن لها جمع كالغطاء والعباء يجئ عليه, جاء على الأصل, والذين قالوا عباءة جاءوا به على العباء, والذين قالوا عباية لم يجيئوا به على العباء, ومن ثم - زعم - قالوا مذروان فجاءوا به على الصل, فشبهوها بذا حين لم يفردوا واحده».
قال محمد بن القاسم الأنبارى:
المد فى الأسماء على ضربين: مدة أصلية, ومدة غير أصليه.
فالمدة الأصلية: التى لا تكون لاما من الفعل, كقولك رداء وغطاء وكساء وقضاء ودعاء.