ومنهم من يبدل الهمزة المجهولة ياء, فيقول فى تثنية حمراء حمرايان, وصفراء صفرايان, وكذلك بيضايان وسودايان فى تثنية بيضاء وسوداء.
فإذا أردت أن تثنى الفراء وتجمعه, كان لك فى تثنيته ثلاثة أوجه:
- الاختيار منهن أن تقول الفراءان فتهمز, كما تقول فى تثنيتة رداء رداءان, لأن همزته أصلية, وذلك أنه مأخوذ من فرى. قال: وقال عامة أصحابنا إنما سمى الفراء فراء, لأنه كان يفرى المسائل, أى يقطعها وهو مأخوذ من فرى يفرى, قال: وأنشدنا أبو العباس:
فرى نائبات الدهر بينى وبينها ... وصرف الليالى مثل مافرى البرد
وقال آخرون: إنما سمى الفراء فراء, لأنه كان يصنع المسائل ويحسن تقديرها وتأليفها, وقالوا أخذ من قول العرب قد فرى يفرى, إذا خرز, وأنشدوا بيت زهير:
ولأنت تفرى ما خلقت وبعـ ... ـض القوم يخلق ثم لا يفرى
قال: وأنشدناه أبو العباس, وقال: المعنى ولأنت تحرز ما قدرت.
قال أبو على: معنى قوله: ولأنت تخلق ما فريت, أى تقدر ما قطعت, وليس تخلق بمعنى تخرز, ولا فريت بمعنى قدرت, وهذا إن لم يكن غلط فى الرواية, لأن الرواية المشهورة فى البيت: ولأنت تفرى ما خلقت, أى تقطع ما قدرت, وهذا الوجه.
-