للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَعِست روحي الكليلة نشوى ... فيه، ترعى فجري هذا الجمال

أنت صمتٌ مخيم ففضاءُ ... فظلام مكوكبٌ فنهارُ

فهمودٌ تدب فيه حياةٌ ... ويغني في فجرها النوبهارُ

أنتِ كل الحياة، أنت كياني ... أنتِ روحي أبصرتُها في سباتي

أنتِ وحيي مجسدًا، أنت لحني ... يا سماء على سماء حياتي١

والملاحظ أن كثيرًا مما كتب المعاصرون من هذا اللون رديء تغلب عليه اللفظية، وعلة هذه الرداءة أن طائفة من الشعراء تضيق بهم سبل التعبير فيلجئون إلى التكرار، التماسًا لموسيقى يحسبون أنه يضفيها أو تشبهًا بشاعر كبير، أو ملئًا لفراغ. ومن النماذج المبتكرة تكرار كلمة "نسيت" في قصيدة "نهر النسيان" لمحمود حسن إسماعيل، فهذا تكرار يتعلق تعلقًا مباشرًا ببناء القصيدة العام، وهو أحد الأسباب التي تجعلنا نعده تكرارًا ناجحًا غير لفظي، كما نعد القصيدة نفسها واحدة من أجمل ما نظم شعراؤنا المعاصرون. ولعل من المناسب أن أقتطف نموذجًا من القصيدة ليلاحظ القارئ العناية الكبيرة التي صبَّها الشاعر على ما يلي لفظة "نسيت" في كل بيت، وهو سر جمال التكرار ونجاحه:


١ الروائع لشعراء الجيل. مطبعة الشبكشي بالأزهر. القاهرة.

<<  <   >  >>