للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من "نهر النسيان"١:

ونسيت الأنسام تنقل في المرج صلاة الطيور للغدران

ونسيت النجوم وهي على الأفق نشيد مبعثر الأوزان

ونسيت الربيع وهو نديم الشعر والطير والهوى والأماني

ونسيت الخريف وهو صبا مات فسجته شيبة الأغصان

ونسيت الظلام وهو أسى الأرض وتابوت شجوها الحيران

ونسيت الأكواخ وهي قلوب داميات تلفعت بالدخان

ونسيت القصور وهي قبور ضاحكات البلى من البهتان

هذا نموذج يتوافر فيه الشرطان، فاللفظ المكرر متين الارتباط بالسياق: وما بعده قد لقي عناية الشاعر الكاملة.

يلي تكرار الكلمة تكرار العبارة، وهو أقل في شعرنا المعاصر، وتكثر نماذجه في الشعر الجاهلي ومنه في شعر المهلهل:

ذَهَبَ الصُلحُ أَو تَرُدّوا كُلَيبًا ... أَو تَحُلّوا عَلى الحُكومَةِ حَلا

ذَهَبَ الصُلحُ أَو تَرُدّوا كُلَيبًا ... أَو أُذيقَ الغَداةَ شَيبانَ ثُكلا

ذَهَبَ الصُلحُ أَو تَرُدّوا كُلَيبًا ... أَو تَنالَ العُداةُ هَونًا وَذُلّا

وقد كرر المهلهل عبارة "على أن ليس عدلًا من كليب" في قصيدة أخرى أكثر من عشرين مرة على رواية أبي هلال العسكري. وأشهر من هذا تكراره لعبارة "قربا مربط المشهر مني" ويقصد بالمشهر فرسه


١ ديوان أين المفر. محمود حسن إسماعيل. القاهرة ١٩٤٧.

<<  <   >  >>