للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يستدعيه بذلك إيذانًا بعزمه عل الحرب، وردًّا منه على قصيدة الحارث بن عباد التي استدعى فيها فرسه "النعامة" مكررًا عبارة:

قربا مربط النعامة مني

ولا يخفى أن للتكرار في هذه المواضع كلها علاقة كبيرة بظروف الشاعر النفسية، وطبيعة حياته البدوية. ولا شك في أنه كان يلاحظ أن التكرار يثير الحماسة في صدور المحيطين به ويستفزهم للقتال. ومن ثم استعمله.

وأحد النماذج المألوفة لهذا التكرار في عصرنا، تكرار بيت كامل من الشعر، في ختام المقطوعة، وقصيدة ميخائيل نعيمة "الطمأنينة" مثال ناجح له:

سقف بيتي حديد ... ركن بيتي حجر

فاعصفي يا رياح ... وانتحب يا شجر

واسبحي يا غيوم ... واهطلي بالمطر

واقصفي يا رعود ... لست أخشى خطر

سقف بيتي حديد ... ركن بيتي حجر

من سراجي الضئيل ... أستمد البصر

كلما الليل جاء ... والظلام انتشر

وإذا الفجر مات ... والنهار انتحر

فاختفي يا نجوم ... وانطفئ يا قمر

من سراجي الضئيل ... أستمد البصر١


١ ديوان همس الجفون لميخائيل نعيمة.

<<  <   >  >>