ذلك، وهذه طريقة الحافظ ابن حجر قبله في "فتح الباري" واللكنوي في "ظفر الأماني"١.
وكنت وقفت على هذا النص فدفعني إلى مزيد التدقيق في مقابلة النصوص التي يوردها بأصولها المنقولة منها، وأشرت في الهوامش إلى ذلك، مبينًا مواضع الاتفاق والافتراق إن اقتضى الأمر.
وتصرفه يكون بالحذف والزيادة وتبديل لفظ بلفظ.
ومن أمثلة الزيادة قوله في الآية "٢١٧" من البقرة: "أخرج الطبراني في المعجم الكبير من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي هو ابن لاحق وهو اسم بلفظ النسب ثقة ... ".
فقوله:"هو ... إلخ" من زيادة المؤلف، والانتباه مهم كيلا يعزى هذا الرأي إلى الطبراني، وقد اختلف العلماء في حضرمي شيخ سليمان: أهو ابن لاحق أم غيره؟ ومن أمثلة تبديل لفظ بلفظ قوله في الآية "٢٢٢" منها: "أخرج الواحدي من طريق سابق بن عبد الله البربري" وقوله البربري من تصرفه، وفي الواحدي: الرقي, وقد نبه بذلك إلى أنهما -عنده- واحد والعلماء مختلفون في ذلك. وهكذا.
وقد أداه التصرف وعدم الرجوع إلى مصادره مباشرة -في بعض الأحيان- إلى الوقوع في مؤاخذات كما هو مبين مفصل في الهوامش ومكانه ابن حجر تدفعني إلى عدم التمثيل فأحيل عليها.
٢- أن ابن حجر استدرك كثيرًا على مَن نقل عنهم، وقدم في ذلك فوائد جمة من ذلك استدراكه على جويبر والكلبي ومقاتل وسنيد وعبد الغني بن سعيد والبزار والطبري والطبراني والدارقطني والحاكم والثعلبي والماوردي وابن حزم وابن عبد البر
١ التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان "ص٦-٧".