للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواحدي والحميدي، وابن عطية وابن العربي وعياض وابن ظفر وأبي حيان والجعبري، وهذه الاستدراكات منثورة على صفحات الكتاب كله، ولو جمعت لكونت بحثًا في غاية الأهمية سواء وفق فيها أم خولف.

٣- أنه -رحمه الله- كان يبهم أسماء مصادره أحيانًا، وكل ما كان بين هلالين -وهو "٢٤" مصدرًا من المصادر الآتية- فهو مما أبهمه، واكتشفته بالتتبع والفحص، وقد يذكر الاسم في مكان ويهمله في مكان آخر.

وفي أحيان أخرى كان يبهم أسماء القائلين كأن يقول: وقال آخر أو قال غيره، ومن خلال التتبع وقفت على هؤلاء أيضًا١.

وفي مواضع قليلة أفاد من غيره -فيما يبدو لي- ولم يصرح.

وفيما يأتي مسرد مصادره -مرتبة حسب القدم- مبينًا فيها عدد المرات التي رجع فيها إليها عمومًا وخصوصًا، ويأتي تفسير الطبري في مقدمة مصادره إذ نقل منه قرابة "٦١٠" مرات ما بين رواية أو قول أو ترجيح وهذا يعكس أهميته البالغة، ولا بد من القول أن ابن حجر أفاد من غيره أشياء، وهي موجودة فيه، كأن ينقل عن ابن أبي


١ يبدو أن الإبهام طريقة لجأ إليها العلماء لحفظ مؤلفاتهم من السرقة، يقول السيوطي في مقامته: و"الفارق بين المصنف والسارق" عمن اتهمه بسرقة بعض كتبه: "وعمد إلى التخاريج والنقول" التي وقعت عليها في أصول القوم، فذكر العزو مستقلًّا به من غير واسطة كتابي موهمًا أنه وقف على تلك الأصول وهو لم يرها بعينه إلى اليوم ولا في النوم، ولقد أبهمت نقولًا عن أئمة فأوردها على إبهامها، ولو سئل في أي كتاب هي لم يدر خنصرها من إبهامها ... ".
ثم يقول: " ... أأمن أن يناقش في بعض ما نقله من كتابي فلا يحسن منه الخلاص أو يقال له في بعض ما أبهمت نقله: من أين أصل هذا؟ فينادي ولات حين مناص! أو يمتحن كما كانت الفضلاء قديمًا يمتحنون السارقين، ويقال له: صنف لنا كتابًا في النوع الفلاني إن كنت من الصادقين ... ".
انظر "شرح مقامات جلال الدين السيوطي "٢/ ٨٢٠-٨٢١ و٨٤٢-٨٤٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>