- وبأنه لا معنى للإنزال إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن لم يكن نزل به من قبل فيقرئه إياه.
ورد بمنع اشتراط قوله: لم يكن نزل به من قبل.
- ثم قال: ولعلهم يعنون بنزولها مرتين أن جبريل نزل حين حولت القبلة فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة ركن من الصلاة كما كانت فظن ذلك نزولًا لها مرة أخرى، أو أقرأه فيها قراءة أخرى لم يقرئها له بمكة فظن ذلك إنزالًا.
وقد نقل الشيخ طاهر الجزائري كلام المنكر وحدف ردود السيوطي ومال إلى عدم القول بالتكرار غير منكر له١.
وأرى أن الخلاف قد يعود لفظًا، وإذا بدلنا لفظ "التكرار" وقلنا إنه نزل للتذكير به مثلًا: إما لحدوث واقعة تشتمل الآية على حكمها، أو للمعارضة السنوية، ارتفع به مثلًا: إما لحدوث واقعة تشتمل الآية على حكمها، أو للمعارضة السنوية، ارتفع الخلاف إن شاء الله.
٧- تجزئة الآية:
الظاهر من عمل المؤلف أنه يقبل نزول الآية مجزأة، وقد أورد روايات تفيد ذلك وسكت عليها، ومن ذلك رواية الشيخين في سبب نزول قوله تعالى:{مِنَ الْفَجْرِ} في الآية "١٨٧" من سورة البقرة {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} إلى أن قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} .
ونص البخاري:
عن سهل بن سعد قال: أنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْر} وكان رجال إذا أردوا الصوم ربط