للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت سعيدًا المقبري يذاكر محمد بن كعب فقال: إن في الكتب: "إن لله عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر". الحديث، فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية؟ فقال محمد بن كعب: إن الآية لتنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد".

وقد استدل السيوطي بهذا الخبر على هذه القاعدة١ -مع أن السند ضعيف- وتعرض ابن حجر لذكرها في مواضع متعددة من الفتح٢، وفي إحداها نقل عن الإمام المازري قوله:

"والعموم إذا خرج على سبب قصر عليه عند بعض الأصوليين، وعند الأكثر العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"٣.

هذا وقد أكد ابن حجر هنا في موضعين أن القول بعموم اللفظ لا يمنع خصوص السبب ففي الآية "١٢١" من البقرة {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه} نقل عن قتادة وعكرمة: "نزلت في أصحاب محمد ثم قال: "وجوز غيره "هو ابن عطية": أن يكون المراد عموم المسلمين انتهى وهذا لا يمنع خصوص السبب".

وفي الآية "١٨٨" منها أيضًا وهي {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّام} نقل عن الرازي قوله: "قيل المراد مالًا بينه عليه كالودائع، وقيل: شهادة الزور وقيل: في دفع الأوصياء بعض مال الآية ام إلى الحاكم، وقيل: أن يخلف ليذهب حق غريمة وقيل: تزلت في


١ انظر "الإتقان" "١/ ٢٩".
٢ انظر ١/ ١٨، ٢٦١، ٣١٥، ٤/ ١٨٤، ٥/ ٢٢٨، ٨/ ١٨٥، ١٩١، ٢١٣، ٢١٤، ٩/ ٤٥٩، ٦٥٩، ١٢/ ٣٥، ١٠٧، ١٣/ ١١٢، وهذه الإحالات مستفادة من "توجيه القاري" للزاهدي "ص: ٨١".
٣ انظر "فتح الباري" "٨/ ١٩١".

<<  <  ج: ص:  >  >>