للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواقع أن من نعم الله على هذا الكتاب أن هيأ له هذا الرجل الإمام فاعتنى به وأخرجه للناس بخطه الجميل الدقيق، ولا يمكن أن يصبر على خط الحافظ ابن حجر ويفكه إلا العلماء، صحيح أن البقاعي ينقل عن الحافظ تقي الدين الفاسي قوله عنه: "وكتب الخط المنسوب الذي هو غاية في الرشاقة، أنه في الحلاوة كأنه سلاسل الذهب وأجيز به"١ إلا أن الشيخ محمد زاهد الكوثري يقول٢:

"كان سريع الكتابة إلا أنه كان رديء الخط، ومع رداءة خطه ما كان يجري في كتاباته على نمط واحد، ومن ثمة تصعب معرفة خطه، والممارسة على قراءته، على ما أشار إلى ذلك أبو المحاسن في المنهل الصافي.

وقد طالعنا عدة كتب بخطه سوى خطوطه في الطباق والسماعات فوجدنا ما يشير إليه أن أبو المحاسن صوابًا، وكان كثيرًا ما يتراجع عما بيضه أولًا فيصبح مبيضه مسودًا، فتختلف مؤلفاته زيادة ونقصًا وتبديلًا ... ".

ويقول الشيخ شعيب الأرنئوط عنه٣:

"إنه -رحمه الله- على جلالة قدره، واتساع دائرته في العلم والتحقيق مشهور بين أهل العلم برداءة الخط".

وما وقع في النسخة من تحريفات٤ فمرد قسم منها إلى صعوبة قراءة خطه والله أعلم.


١ انظر "عنوان الزمان" "١/ الورقة ٣٦".
٢ في تعليقه على "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" ابن فهد "ت٨٧١" "ص٣٣٦".
٣ في مقدمته على "المراسيل" لأبي داود "ص١٢".
٤ وهي بحدود "٢٥٠" تحريفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>