"وإفسادهم في الأرض بالكفر قاله ابن عباس، أو المعاصي قاله أبو العالية ومقاتل، أو بهما قاله السدي عن أشياخه، أو بترك امتثال الأمر واجتناب النهي قاله مجاهد، أو بالنفاق الذي صافوا به الكفار وأطلعوهم على أسرار المؤمنين ذكره علي بن عبيد الله، أو بإعراضهم عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن، أو بقصدهم تغيير الملة قاله الضحاك أو باتباعهم هواهم وتركهم الحق مع وضوحه قال بعضهم، وقال الزمخشري، الإفساد في الأرض: تهييج الحروب والفتن ... " وأنت ترى أن هذه الأقوال كلها تتحدث عن المنافقين، فالقول بأنها نزلت في الكفار ونسبته إلى الجمهور موضع نظر الطويل. ٢ أخرج الطبري "١/ ٢٨٧" هذا القول بسندين ينتهي الأول إلى "عباد بن عبد الله عن سليمان" وأخرجه من طريقه ابن أبي حاتم "ص٥١"، وعباد هذا هو الأسدي الكوفي قال عنه البخاري: "فيه نظر" وسكت ابن أبي حاتم، ووثقه ابن حبان وقال ابن الجوزي في الضعفاء: "روى عن علي أحاديث لا يتابع عليها" وأخرج في الموضوعات حديث علي: "أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر" وقال: "هذا موضوع، المتهم به عباد بن عبد الله، قال علي بن المديني، كان ضعيف الحديث، وقال الأزدي: روى أحاديث لا يتابع عليها، وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن "حديث علي" فقال: اضرب عليه فإنه منكر". وذكره الذهبي في ترجمته الحديث المذكور وحكم عليه بالكذب، ونقل ابن حجر ما تقدم وزاد: "قال ابن حزم: هو مجهول". انظر "التاريخ الكبير" "٦/ ٣٢" و"الجرح والتعديل" "٦/ ٨٢" والثقات" "٥/ ١٤١" و"الضعفاء والمتروكين:" "٢/ ٧٥" و"الموضوعات" "١/ ٣٤١" و"ميزان الاعتدال" "٢/ ٣٦٨" و"تهذيب التهذيب".