للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبع١ ما تشابه منه وابتغوا بذلك الفتنة فقتلوا من أهل الإسلام ما لا يحصى كثرة، وتجنبوا قتل أهل الشرك، وأخبارهم في ذلك شهيرة، ولذلك ورد في عدة أحاديث صحيحة أنهم شر الخلق والخليقة٢. وذكر الخوارج نبه به الحديث المذكور على من ضاهاهم في اتباع المتشابه وابتغاء تأويله فالآية شاملة لكل مبتدع سلك ذلك المسلك.

قال ابن جرير٣: المراد بالذين في قلوبهم زيغ كل مبتدع بدعة تخالف ما مضى


١ في الأصل: يتبع وهو غير مناسب أظنه من الناسخ.
٢ قال البخاري في "صحيحه"، كتاب "استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم"، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم: "وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" وقال الحافظ في "شرحه" "١٢/ ٢٨٦": وصله الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال: كان يراهم شرار خلق الله، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها من المؤمنين. قلت: وسنده صحيح، وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم "في كتاب "الزكاة" باب الخوارج شر الخلق والخليقة "٢/ ٧٥٠"" من حديث أبي ذر في وصف الخوارج: "هم شر الخلق والخليقة. وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج فقال: "هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي". وسنده حسن، وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا: "هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة". وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "هم شر البرية"، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم "كتاب "الزكاة"، باب التحريض على قتل الخوارج "٢/ ٧٤٩": "من أبغض خلق الله إليه". وفي حديث عبد الله بن خباب -يعني عن أبيه- عند الطبراني: "شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض ... "، وهذا مما يؤيد قول من قال بكفرهم.
٣ "٦/ ١٩٨" وقد نقل بالمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>