للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة وبينت له سبب نزولها".

وقد أخذ الزرقاني نص السيوطي وزاد فائدة هي١:

٨- "تيسير الحفظ، وتسهيل الفهم، وتثبيت الوحي، في ذهن كل مَنْ يسمع الآية إذا عرف سببها، وذلك لأن ربط الأسباب بالمسببات، والأحكام بالحوادث، والحوادث بالأشخاص والأزمنة والأمكنة. كل أولئك من دواعي تقرر الأشياء وانتقاشها في الذهن، وسهول استذكارها عند استذكار مقارناتها في الفكر وذلك هو قانون تداعي المعاني، المقرر في علم النفس".

وقد ناقش الباحث أبو علبة الفائدة الأولى والخامسة والثانية والرابعة فرد الأوليين وذهب إلى أن موضع الآخريين في علم أصول الفقه لا هنا٢.

هذا وقد اعتاد المؤلفون أن يوردوا في هذا السياق قول الواحدي: "لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها"٣ وقول ابن تيمية٤: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"٥.

ومن المهم إيراد بعض كلام الإمام الشاطبي في هذا الموضوع لأهميته فإنه يقول: "معرفة أسباب التنزيل لازمة لمن أراد علم القرآن، والدليل على ذلك أمران:


١ انظر "مناهل العرفان" "١/ ١٠٦-١٠٧".
٢ انظر التفصيل في كتابه "أسباب نزول القرآن" "ص٢٣-٢٩".
٣ هكذا نقله السيوطي في "الإتقان واللباب ونص الواحدي" في كتابه "ص٤-٥" في كلامه على الأسباب: "إذ هي أوفى ما يجب على الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".
٤ في "مقدمة التفسير" المدرجة في مجموع الفتاوى "١٣/ ٣٣٩".
٥ وتتمة قوله: "ولهذا كان أصح قولي الفقهاء إنه إذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع إلى سبب يمينه وما هيجها وآثارها".

<<  <  ج: ص:  >  >>