للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الآية: ٦٥] .

١- تقدم قبل هذا النقل عمن قال: إنها نزلت في تحاكم إلى الكاهن، وهو ظاهر السياق، فإن الآيات المذكورة متعاطفة بعضها على بعض، وأولها قصة المتحاكمين، على الاختلاف في ذلك.

٢- وجاء عن جماعة [أن] ١ هذه الآية الأخيرة نزلت في قصة أخرى:

قال الإمام أحمد٢ والبخاري٣ [جميعا] ٤ حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه٥ أنه كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: "اسق ثم أرسل إلى جارك"، فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، إن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للزبير: "اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فاستوعى للزبير حقه"، وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي فيه سعة للأنصاري وله، فلما أحفظه الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم، قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} ٦.

وأخرجه البخاري٧ ومسلم٨ من طريق الليث عن الزهري عن عروة عن


١ ذهبت في التصوير.
٢ في "مسنده" "١/ ١٦٥-١٦٦" وأخرجه الواحدي من طريقه "ص١٥٦-١٥٧".
٣ في كتاب "الصلح"، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى ... "الفتح ٥/ ٣٠٩-٣١٠".
٤ هذا ما رجحت أن تكون.
٥ ذهب في التصوير، وهذا ما ينبغي أن يكون.
٦ في نقل الحافظ تصرف لم أبينه لسهولة الأمر فيه.
٧ في كتاب "الشرب والمساقاة"، باب سكر الأنهار "الفتح" "٥/ ٣٤" وقد ذكرت هنا أطرافه.
٨ في كتاب "الفضائل"، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم "٤/ ١٨٢٩-١٨٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>