"فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي: كذا. فقلت له: كذا. فقالت: إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوجته! قال: فتزوجها، فوقعت منه موقعا. فبينما هو يوما عندها إذا أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية! -وأرته الشق في بطنها- وقد كنت أبغي، فما أدري بمئة أو أقل أو أكثر! قال: فإنه قال لي: يكون موتها بعنكبوت. قال: فبنى لها برجا بالصحراء وشيده. فبينما هو يوما في ذلك البرج، إذا عنكبوت في السقف، فقالت: هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري! فحركته فسقط. فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدخته، وساح سمه بين ظفرها واللحم، فاسودت رجلها فماتت. فنزلت هذه الآية: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} . ولفظ السيوطي في "الدر" "٢/ ٥٩٦": "وأنزل الله على نبيه حين بعث {أَيْنَمَا تَكُونُوا ... } ".