١- أن الذين كتبوا عن حياة ابن حجر قرابة خمسين مؤلفا، على مر الأزمنة وتنوع الأمكنة، وهذا يبين المكانة العالية التي تبوأها هذا الإمام.
وإن أهم كتاب في هذا الباب هو "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" لتلميذه السخاوي، ومن الضروري جدا القيام بطبع هذا الكتاب مخدوما الخدمة اللائقة به، لغزارة فوائده واتساع مادته، وكذلك من الضروري طبع كتابيه "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" الذي ترجم فيه شيوخه وذكر ما قرأه عليهم وحمله عنهم، "المعجم المفهرس" الذي ذكر فيه مروياته على الأبواب، فهما يوضحان لنا التكوين العلمي له تمام التوضيح، وفيهما فائدة كبرى لطلاب العلم والراغبين فيه الذين يريدون الاقتداء به.
٢- أن ابن حجر وإن عرف بالحديث وعلومه إلا أن له باعا في علوم أخرى كالتفسير والفقه والأدب وقد درست جهوده في الحديث والشعر ولم تدرس جهوده التفسيرية والفقهية، وهذا واجب مهمل، ولعل تحقيق كتابه "العجاب" هذا يفتح الباب للكتابة في هذا الجانب المهمل، وإظهار ما لابن حجر من آراء وأفكار فيه، وقد نقل البقاعي عنه كلاما نفيسا في التفسير، ومر معنا أنه تسلم منصب الإفتاء في "دار العدل" من سنة ٨١١ إلى سنة ٨٥٢ وله كتاب سماه "عجب الدم في فتاوي شهر" ضم ثلاث فتوى ليس فيها شيء، من أجوبته الحديثية!.
٣- هناك اختلاف في عدد مؤلفات ابن حجر فقد قال السخاوي في "الضوء اللامع": زادت مؤلفاته على مئة وخمسين، ولكنه في "الجواهر والدرر" عد له "٢٧٠" عنوانا وهذا يحتاج إلى تحقيق وتخريج، ولاحظت أن ابن حجر يذكر كتبه في كتبه، وقد يدعو بتيسير إتمامها، أو يذكر أنه ينوي تأليف كتاب. فلو تتبع هذا لكان مفيدا جدا.