للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما قول المصنف (والجواب بالفاء والواو وأو) ، فالفاء المقصودة هنا هي الفاء السببية، والواو المقصودة هنا هي واو المعية، و"أو" هنا هي "أو" التي تأتي بمعنى "إلا" أو تأتي بمعنى "حتى"، يعني ليس يُنصب الفعل المضارع مطلقًا بعد هذه الحروف، بل لابد أن تكون الواو واو المعية، والفاء فاء السببية، و"أو" "أو" التي بمعنى "إلا" أو التي بمعنى "حتى".

لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى...... فما انقادت الآمال إلا لصابر

"أو" هنا بمعنى "حتى"، "لاستسهلن الصعب حتى أدرك المنى"، هنا يُنصب الفعل المضارع بـ "أنْ" مضمرة وجوبًا بعد "أو".

وكنت إذا غمزتُ فتاة قوم..... كسرت كعوبها أو تستقيم

"أو" هنا بمعنى "إلا"، والتقدير "إلا أن تستقيما"، إذا استقامت انتهينا، هذه "أو".

أما الفاء فالفاء السببية لا يُنصب الفعل المضارع بعدها مطلقًا، بل لابد أن يكون مسبوقًا إما بنفيٍّ خالصٍ أو بطلبٍ بالفعل، قال الله عزّ وجلّ ? وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ? [طه: ٨١] ، ?فَيَحِلَّ? فعل مضارع منصوب بعد الفاء السببية المسبوقة بالطلب وهو النهي ? وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ?، وقال الله عزّ وجلّ ? لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ? [فاطر: ٣٦] ، "يموتوا" فعل مضارع منصوب بعد الفاء السببية المسبوقة بالنفي الخالص.

ما أنواع الطلب التي يُنصب الفعل المضارع بعدها؟ أنواع الطلب هي: الأمر والنهي والدعاء والاستفهام والتمني والترجي والعرض والتحضيض، إذا سُبقت الفاء السببيّة بواحدٍ من هذه الثمانية فإنك تنصب الفعل المضارع بعدها بـ "أنْ" مضمرة وجوبًا، وكذلك إذا سُبقت بالنفي، ومثلها تمامًا واو المعية، واو المعية يقولون من شواهدها قول الشاعر:

فقلتُ ادعي وأدعوَ إن أندى...... لصوتٍ أن ينادي داعيان

<<  <   >  >>