عنها، وإنما انتقل بعد هذا إلى باب المخفوضات وصل إلى باب المجرورات أو المخفوضات والمخفوضات خاصة بالأسماء ولا يأتي فيها أفعال لأن الأفعال لا يأتي فيها خفض كما هو معلوم فقال المصنف هنا (بَابُ اَلْمَخْفُوضَاتِ مِنْ اَلْأَسْمَاءِ) ثم قال (اَلْمَخْفُوضَاتُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ مَخْفُوضٌ بِالْحَرْفِ, وَمَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ, وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ) وهذه قد اجتمعت في البسملة كما ذكرت لكم قبل الآية فقولك بسم الله الرحمن الرحيم كلمة اسم مجرورة بالباء ولفظ الجلالة مجرور بالإضافة والرحمن مجرور بالتبعية، والرحيم أيضاً تابع فكل هذه مجرورات وقد تبين يعني اجتماع علامات الجر أو أسباب الجر في البسملة وقد بينت لكم ما فيها، التفصيلات في المخفوضات سنتركها إن شاء الله في حلقة أخرى ونترك الآن المجال لتوجيه الأسئلة إذا كان لديكم أسئلة، تفضل.
سأل أحد الطلبة:
بارك الله فيك، ما نوع الاستثناء في قول الله عزّ وجلّ في سورة آل عمران ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ? [النساء:٢٩] ؟
أجاب الشيخ:
هذا لعله يا أخي استثناء متصل وهو على كل حال غير موجب، لأنه مبدوء بالنهي، لا تأكلوا أموالكم، ولعله من الاستثناء المتصل لأن ما بعد إلا من جنس الذي قبلها إلا أن تكون تجارة فالتجارة هذه إلا أن يكون يعني متعلق قوله بالباطل فالتجارة ليست من الباطل فيكون استثناء منقطعاً هذا إذا حسبنا الجملة السابقة كلها مع بعضها فيكون من الاستثناء المتصل لأن التجارة هذه مسموح بها وليست من أكل الأموال بالباطل، وعلى هذا يكون الأرجح فيه والله أعلم أنه من الاستثناء المنقطع، لأننا سنحسب كل ما قبل إلا على أنه جملة واحدة متصل بعضها ببعض، بارك الله فيك، نعم تفضل.