١- الأمر الأول أنه يجوز حذف مجزومها، فتقول "قاربتُ المدينة ولمّا"، إذا كان في الكلام ما يدل عليه، يعني ولما أدخلها، ولا يجوز ذلك في "لم".
٢- والأمر الثاني الذي تختص به "لمّا" هو أنّه يُتوقع حدوث مدخولها، ومنه قول الله عزّ وجلّ ? قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ? [الحجرات: ١٤] ، يعني وسيدخل إن شاء الله، المهم أنه يُتوقع حدوث ما تدخل عليه، بعكس "لمّ".
هاتان ميزتان لـ "لم"، وهاتان ميزتان للـ "لمّا"، ولم أرد أن أتحدث عنهما، ولكن مادام سألت عنهما فهذا هو الجواب، وغفر الله لي ولك.
سأل أحد الطلبة:
هل يُوافق أهل البصرة أهل الكوفة في عدد النواصب؟
أجاب الشيخ:
لا، ما يُوافقونهم لأنهم لا يعتبرون الفاء ولا الواو ولا اللام ولا "حتى"، لا يعدونها ناصبة، وإنما يقولون الناصب هو "أن" مضمرة بعد كل واحدة من هذه الأدوات، معناه أنه يختلف العدد عندهم.
سأل أحد الطلبة:
جزاكم الله خيرًا، لم يذكر المؤلف "منْ" في الجوازم، فهل هي عند البصريين دون الكوفيين، أم غير ذلك؟
أجاب الشيخ:
"من" هذه ذكرها، هي مذكورة بارك الله فيك وقد مثلنا لها، ? وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَ ? [آل عمران: ١٦١] .
سأل أحد الطلبة:
فضيلة الشيخ، المؤلف لماذا قدّم النواصب على الجوازم؟
أجاب الشيخ:
وهذا أمرٌ عاديٌّ، وفيما أعلم أن كل المؤلفين يقدمون النواصب على الجوازم، مع أنه كان الأصل فعلا أن يُقدم الجازم مع الفعل لكون الجازم هو الأصل في الأفعال، الأصل في الأفعال أن الجزم مُختصٌّ بها، فكان الأصل أن تُقدم الجوازم، هذا سؤالٌ جميلٌ بارك الله فيك.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحابته أجمعين.