٤- أما التنوين الذي يأتي عوضًا عن حرفٍ واحد: فهو في نحو "غواشٍ" و"جوارٍ"، يقولون كلمة "غواشٍ" كما قال الله عزّ وجلّ ? مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ? [الأعراف: ٤١] ، أصلها "غواشيُ" لأنها على وزن فواعل، وفواعل صيغة منتهى الجموع فهي ممنوعة من الصرف لعلةٍ واحدة، فاستثقلت ـ كما يقولون ـ الضمة على الياء فسكنت، ثم حُذفت الياء هذه وعُوِّض عنها التنوين، قال الله عزّ وجلّ ? وَالْفَجْرِ ?١? وَلَيَالٍ عَشْرٍ ? [الفجر: ١، ٢] ، أصلها ـ والله أعلم ـ "ولياليُ"، تُستثقل الضمة أيضًا على الياء فتُحذف ثم تُحذف الياء ثم يُعوض عنها التنوين.
هذا هو تنوين العوض عن حرف.
إذًا تنوين العوض ثلاثة أنواع، تنوين عوض عن جملة ? وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ?٤? بِنَصْرِ اللَّهِ ? [الروم: ٤، ٥] ، تنوين عوض عن كلمة كقول الله عزّ وجلّ ? بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ? [النساء: ٢٥] ، وقوله عزّ وجلّ ? أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ? [الإسراء: ١١٠] ، وأما تنوين العوض عن حرفٍ واحد فهو في نحو قول الله عزّ وجلّ ? وَالْفَجْرِ ?١? وَلَيَالٍ عَشْرٍ ? [الفجر: ١، ٢] .
هذا هو التنوين وقد انتهينا منه. فيه كلام طويل في التنوين لا نتعرض له من حيث أن
بعضهم زاد في التنوين، سمَّى واحدًا منهما بتنوين الترنم، وسمَّى الثاني بالتنوين الغالي، وكلا هذين التنوين ليسا مما يخص الأسماء، ولذلك تدخل على الأفعال وتدخل على الحروف، فلا نتحدث عنها لأنها ليست داخلةً معنا.