ثم بعد هذا يفصل أيضًا تفصيلا سبق أن شرحناه، لكن لا بأس أن نتتبعه على حسب كلامه، قال (فأما التثنيةُ فتُرفَعُ بالألف، وتُنصَبُ وتُخفَضُ بالياء) ، وهذا سبق أن ذكرناه وشرحناه ومثلنا له، قال (وأما جمع المذكر السالم فيُرفَعُ بالواو، ويُنصَبُ ويُخفَضُ بالياء) وهذا سبق أن ذكرناه وشرطه وشرحه وكل ما يتعلق به، قال (وأما الأسماء الخمسة فتُرفَعُ بالواو، وتُنصَبُ بالألف، وتُخفَضُ بالياء) ، وقد ذكرنا شروطها والحديث فيها، وقلنا إنه ليس كل الأسماء الخمسة هذه دائمًا تُرفع بالواو وتُنصب بالألف وتجر بالياء، ولكنها إذا اجتمعت فيها هذه الشروط.
ثم بعد هذا قال المصنف رحمنا الله وإياه (وأما الأفعال الخمسة فتُرفَعُ بالنون وتُنصَبُ وتُجزَمُ بحذفها) ، وهذا الكلام كله قد شرحناه، لا نحتاج إلى زيادة، لكن نذكر بعض الأمثلة، قال الله عزّ وجلّ ?المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ? [الرعد: ١] ، ?يُؤْمِنُونَ ? فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، قال الله عزّ وجلّ ? وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ? [البقرة: ٩٥] ، الشاهد عندنا في قوله ? يَتَمَنَّوْهُ ?، فإنه فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون، وأما المجزوم فنحو قول الله عزّ وجلّ ? فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ? [النساء: ٩١] ، والشاهد عندنا في ? يَعْتَزِلُوكُمْ ? و? يُلْقُوا ? و? يَكُفُّوا ? فإنها كلها مجزومة وعلامة جزمها حذف النون.