ونشأت في ألمانيا طائفة تتبرأ من سيدنا المسيح عليه السلام لكونه من بني إسرائيل، والذين لا يزالون يدينون له بالحب والتعظيم يجتهدون أن يثبتوا أنه كان من سلالة آرية، وظهرت في ألمانية نزعة إلى إحياء الآلهة القومية القديمة التي كان يعبدها الشعب الألماني في عهده القديم.
وليست روسيا العالمية بأقل حماسة للعصبية الجنسية والوطنية من منافسها القديم ألمانيا.
فيعتقد الناس في روسيا أن أغلب الاختراعات الكبرى في العصر الحديث إنما يرجع الفضل فيها إلى الروس.
فليس ((لافوازييه)) هو واضح القانون الخاص بتركيب الأجسام، بل هو مدين بما ينسب إليه للعالم الروسي ((ميشيل لوموتوسوف)) وليس ((لأديسون)) فضل في استخدام الكهرباء في الإضاءة فقد سبقه ((لووجين)) الروسي بست سنوات إلى غير ذلك، ونشرت جريدة برافدا: أن العلماء الروسيين توصلوا إلى اختراع التلغراف قبل ((مورس)) وإلى تسيير القاطرة البخارية قبل ((ستفنسن)) ، إلى غير ذلك من تحديات للتاريخ ليس الباعث عليها إلا العصبية الجنسية وتقديس ((روسيا)) .
عدوى الجنسية في الأقطار الإسلامية:
ومما يدعو إلى الأسف والاضطراب، أن هذه العدوى الجنسية قد سرت إلى بعض الأقطار الإسلامية التي كان يجب وكان من المترقب أن تكون زعيمة لدعوة الإسلام العالمية، حاملة في عصرها لرسالة الأمن والسلام، وأن تكون جبهة قوية ضد الجنسية والوطنية، وذلك بانحلال الدين في هذه البلاد، وبتأثير الآداب الأوربية والحضارة الغربية، فترى في الترك النزعة الطورانية والدعوة إلى إحياء جاهليتها القديمة وآدابها وثقافتها، والنظرة إلى الدين الإسلامي الذي انتشر على أيدي العرب وشريعة الإسلام وثقافته ولغته نظرة شبه نظرة ألمانيا الجديدة إلى الأديان التي جاء بها الأنبياء من غير النسل الآري والآداب السامية وثقافتها،
فاعتقد بعض المفكرين في تركيا الفتاة أن الإسلام دين طارئ غريب لا يصلح للترك، وأن الأولى بهم أن يرجعوا إلى وثنيتهم الأولى قبل أن اعتنق آباؤهم الدين الإسلامي، تقول الكاتبة خالدة أديب هانم عن ((ضياء كوك ألب)) من كبار مؤسسي تركيا الجديدة أدباً وتهذيباً: