وتعاقب من يمنعها ويجاهد ضدها، وقد تجبر أهل بعض البلاد على اشتراء المخدرات التي تصدرها، كما فعل بعض الحكومات الأوربية في آسيا مع أهل الصين، فطبيعي كذلك أن تصاب هذه الشعوب المحكومة في أخلاقها وترزأ في روحها وقلبها، بل إن أهل البلاد ينحط مستوى أخلاقهم لمجرد المخالطة بهذه الشعوب الحاكمة ومجاورتها، ويلحقهم عدوى الأمراض الخلقية الفاشية في الأقطار الأوربية التي ولدتها الحضارة المادية هنالك، وذلك ما أقروا به. أنفسهم وشكوا منه.
فالحكومات الأوربية تحمل معها مفاسد الحضارة الغربية وشرورها، وكيف يرجى من هذه الحكومات أن تزدهر الفضيلة والأخلاق ويرقى مستوى أخلاق الشعب في ظلها ودولتها، ولم يكن ذلك في بلادها وأوطانها، وليس ذلك من رسالتها ومهمتها، ولا مما تدين به وتعتقده ((وكل إناء بالذي فيه ينضح)) ولم تزل طريق الملوك والفاتحين غير طريق الأنبياء والهداة والمصلحين، وإن الحقيقة التي ذكرها القرآن على لسان ملكة سبأ حقيقة راهنة لا تختلف في الأزمنة والأمكنة: