للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العرب، وتمعددوا (١) ، واخشوشنوا (٢) ، واخشوشبوا (٣) ، واخلولقوا (٤) ، وأعطوا الركب أسنتها، وانزوا نزوا، وارموا الأغراض (٥)) .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً (٦)) وقال: ((ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي (٧)) .

ومن واجب رجال التربية وولاة الأمر أن يحاربوا بكل قوتهم ما يضعف روح الرجولة والجلادة ويبعث على التخنث والعجز، من عادات وأدب وصحافة وتعليم، ويأخذوا على يد الصحافة الماجنة والأدب الخليع الملحد، الذي ينشر في الشباب النفاق والدعارة والفسوق، وعبادة اللذة والشهوات، ولا يسمحوا لهؤلاء التجارة الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا أن يدخلوا في معسكر محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاث، ويفسدوا على الناشئة الإسلامية قلبها وأخلاقهم، ويزينوا لها الفسوق والعصيان، وحب الفحشاء، بثمن بخس دراهم معدودة، وقد شهد التاريخ بأن كل أمة أصيب رجالها في رجولتهم وغيرتهم، ونساؤها في أنوثتهن وأمومتهن، وطغى فيهن التبرج، ومزاحمة الرجال في كل شيء، والزهد في الحياة المنزلية، وحبب إليهن العقم، أفل نجمها وكسفت شمسها، فأصبحت أثراً بعد عين.

هذه كانت عاقبة اليونان والرومان والفرس، وإن أوربا لفي طريقها إلى هذه العاقبة، فليحذر العالم العربي من هذا المصير الهائل.


(١) تمعدد الغلام: شب وغلظ. وقيل معناه: تشبهوا بعيش معد بن عدنان وكان ذا غلظ وتقشف.
(٢) اخشوشن: تخشن في المطعم والملبس.
(٣) اخشوشب: صار صلباً كالخشب في أحواله وصيره على الجهد.
(٤) تبذلوا في الملابس.
(٥) رواه البغوي عن أبي عثمان النهدي.
(٦) رواه البخاري.
(٧) رواه مسلم.

<<  <   >  >>