نقول: الدعاء له أسباب وله أوقات وله موانع، فنفترض أن هذا المظلوم .. ، جاء هذا الجابي للزكاة إلى صاحب إبل فإذا عنده جمل أنفس ما يملك، لو عدلت بقية الإبل به ما عدلته، قال: نبي نأخذه، نبي نأخذه؟ هذا ظلمه، فلما ركبه هذا الساعي الجابي رفع يديه، استقبل القبلة ورفع يديه يدعو عليه، مع أنه مطعمه حرام، ومشربه حرام، وقد يكون من سرقات، وقد يكون من غش، ومن ربا، قلنا: إن هذا مخصص ما دام مظلوماً تستجاب دعوته، ((دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب)) طيب، هناك موانع أخرى دعا بإثم، أخذ هذا الجمل النفيس الكريم عند صاحبه، فدعا عليه بالردة، دعا عليه بإثم، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني يستجاب؟
طالب:. . . . . . . . .
مانع مانع، ما في ما يمنع من قبوله.
طالب:. . . . . . . . .
طيب اعتدى في دعائه عليه، أخذ جملاً فدعا عليه بأكثر مما يستحق. نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هو ظالم، وهو مظلوم في الوقت نفسه، دعا على من ظلمه، لكن هل نقول: إنه إذا دعا عليه بأكثر مما يستحق أنه تعدى، وهذا من الاعتداء في الدعاء، ثم هل الاعتداء يقاوم ((ليس بينها وبين الله حجاب)) مثل ما قلنا في المطعم والمشرب؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه لكنه مانع، لكنه مانع على كل حال، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
طيب.
طالب:. . . . . . . . .
طيب دعا عليه بالردة ويش سوى؟ دعا عليه بالردة.
طالب:. . . . . . . . .
حتى لو معصية من المعاصي، يعني دعا بإثم، دعا بإثم.
طالب:. . . . . . . . .
ويش هو؟
طالب:. . . . . . . . .
كوننا نخصص بعض ونترك بعض هذا ما هو بمنهج.
طالب:. . . . . . . . .
يعني. . . . . . . . . طيب.
طالب:. . . . . . . . .
في شيء؟ في شيء يا إخوان؟
إذن عندنا تعارض في مثل هذه النصوص، هناك موانع من قبل الدعاء، المطعم لا شك أن له أثر، وهناك أيضاً الدعوة بالإثم وقطيعة الرحم وغيرها من الموانع، وهنا يقول:((ليس بينها وبين الله حجاب))، متقضاها قبول الدعوة على أي حال، أو بقدر مظلمته، أو ينصر على أي وجه، من غير تحديد ولو لم تجب الدعوة بعينها.