إيه لكن ما يتأخر في وقت البيان، الخفي الحفي حينما لا تدعو الحاجة إلى البيان؛ لأن كلاً من الطرفين يعتريه ما يعتريه، يعني كون الإنسان يستغل كل مناسبة لحاجة تدعو إلى ذلك أو إلى غير حاجة، لمناسبة أو لغير مناسبة، هذا لا شك أنه إن كان مخلصاً فليبشر بالخير العظيم، وإن كان من أجل أن يعرف فيقدر ويصدر في المجالس وتخدم وتقضى حوائجه، هذا شيء آخر، هذا من يدعو الناس إلى نفسه.
"الثالثة: أن البصيرة من الفرائض": البصيرة من الفرائض؛ لأنها سبيل النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالذي يدعو على غير بصيرة وعلى غير علم، فإنه على غير سبيله وغير هديه -عليه الصلاة والسلام-، على غير سبيله وعلى غير هديه -عليه الصلاة والسلام- وعلى غير سنته مما يدل على أن البصيرة أمر لازم؛ لأن الدعوة من غير بصيرة على غير هديه وعلى غير سبيله -عليه الصلاة والسلام-.
"الرابعة: من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه لله تعالى عن المسبة": لأن دعوة غيره معه تنقص لله -جل وعلا-، الذي يدعو مع الله غيره هذا متنقص لله -جل وعلا-، وأنه يوجد في الوجود من يساويه، من يصلح أن يكون نداً له ومثيلاً وشبهاً له، هذا تنقص.
"الخامسة: أن من قبح الشرك كونه مسبة لله تعالى": التوحيد تنزيه لله -جل علا- عن المسبة التي اقترن بها هذا الشرك.
"السادسة: وهي من أهمها، إبعاد المسلم عن المشركين": {وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [(١٠٨) سورة يوسف]، يعني يعلن البراءة من الشرك وأهله، ويفارقهم ببدنه وقلبه؛ لئلا يحسب منهم، إذا كثر سوادَهم عُدَّ منهم، إذا كثر سواد المسلمين عُدَّ منهم، ولذا وجبت الهجرة على المسلم من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام.
"السابعة: كون التوحيد أول واجب": ((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله .. )) إلى آخره.
"الثامنة: أنه يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة": التي هي أوجب الواجبات وأعظم فرائض الدين بعد الشهادتين.
"التاسعة: أن معنى: ((أن يوحدوا الله)) معنى شهادة: أن لا إله إلا الله": بدليل أن الراوي جاء بهذا مرة، وبهذا مرة مما يدل على أن معناهما واحد.