"السادسة عشرة: جواز كتمان العلم للمصلحة": جواز كتمان العلم للمصلحة، فكتم معاذ هذا الخبر؛ امتثالاً لقوله:((لا تبشرهم فيتكلوا))؛ خشية أن يعتمد الناس على مثل هذا الوعد ويغفلوا عن نصوص أخرى توجب عليهم بعض الأعمال وتحرم عليهم البعض، فيها الزجر، والوعيد الشديد بالنار، على بعض الأعمال؛ لأن الإنسان قد يسمع نص الوعد فيغفل عما يقابله، ولذلك جاء في الحديث الصحيح:((من توضأ نحو وضوئي هذا)) ثم قال: ((ثم صلى ركعتين دخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء، ولا تغتروا))؛ لأن هذه أسباب، والأسباب إنما تعمل إذا انتفى المانع، إذا ضُمَّ إليها أسباب أخرى، لا بد من توافر جميع الأسباب، يعني هذا سبب من الأسباب فلا بد من توافر جميع الأسباب وانتفاء الموانع، فقد يأتي الإنسان بمانع ويتكل على مثل هذا.
"جواز كتمان العلم للمصلحة": بعض الناس بعض العلوم له فتنة، فمثل هذا يكتم عنه العلم الذي يفتنه؛ ((حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! )).
طالب:. . . . . . . . .
نعم.
طالب:. . . . . . . . .
نفسه، نعم، يعني بعض المفتونين تجده يتتبع بعض الأمور المتشابهة ويترك الأمور المحكمة ويفتن بها الناس، ويفتن بها الناس، وعندهم قضايا وأمور يريدون تحقيقها وتمريرها على عامة الناس، وتجدهم يتشبثون بأدنى شيء، ويغفلون أو يتغافلون عما يعارضه مما هو أقوى منه.
"السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره": "أفلا أبشر الناس؟ "؛ لأن هذا يسرهم، "استحباب بشارة المسلم بما يسره": لكن إذا ترتب على ما يسره ضرر يبشر به أو لا يبشر؟ نعم؟
بعض الناس لا يحتمل بعض البشارات، أخبر فلان من الناس بأنه كسب مبلغ كذا، فاختلَّ عقله، بشر بأنه كسبت أرضه الفلانية كذا مليون، فجُنَّ بسبب ذلك، لكن هل هذه البشارة .. ، هي تسره بلا شك، ولا فقد عقله إلا من مزيد السرور، فإذا خشي عليه أن تضره هذه البشارة فإنه حينئذ لا يبشر بها، ويبقى أن البشارة بما يسر مستحب، وقد بُشِّر كعب بن مالك لما تيب عليه بحضرة النبي -عليه الصلاة والسلام-.