نعم بالقيد الذي تقدم، أما كونه -عليه الصلاة والسلام- مات، قد مات بلا شك، وهذا نطق به القرآن، وهو محل إجماع، بخلاف من يزعم أنه حيٌّ حياة كاملة مستقرة كحياة من اقترنت روحه ببدنه.
لذلك في الموالد تجدهم وهم يقرؤون المولد يقومون جميعاً في وقت واحد؛ زعماً منهم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل المجلس!!
طيب دخل المجلس هل يرى أو لا يرى؟ نعم؟ هل يرونه؟
قد يخيل إلى بعض المغرقين في الغلو يخيل إليهم، وقد يفتنون، قد يسمع بعضهم صوتاً، كما سمعوا من أجواف القبور إذا نادوا قد يرد عليهم شيطان، لكن الشيطان لا يتمثل به -عليه الصلاة والسلام-.
"المسألة العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون البعض": فخُصَّ معاذ بهذا الخبر، وهذا من باب إبراء الذمة بالتبليغ؛ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أُمِر أن يبلِّغ الدين، وأمر أن يبيِّن للناس، ومع ذلك برئت عهدته -عليه الصلاة والسلام- من هذه المسألة حين بلغها معاذاً وخصه بها، وأمره أن لا يبشر الناس بها.
معاذ -رضي الله عنه- أخبر بهذه المسألة عند موته تأثماً خشية الكتمان؛ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [(١٥٩) سورة البقرة]، يخشى من مثل هذا، وأبو هريرة -رضي الله عنه- يقول:"لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم"، لكنهم يخشون من الكتمان، و ((من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).
"الحادية والعشرون: تواضعه -صلى الله عليه وسلم- لركوب الحمار مع الإرداف عليه": وعرفنا ما في هذا في درس الأمس مع الإرداف عليه.
"الثانية والعشرون: جواز الإرداف على الدابة": يعني شريطة أن تكون مطيقة للإرداف، شريطة أن تكون تطيق هذا الإرداف.