إيه لأن هناك بون شاسع بين البابين، إذا قلنا: في الفضائل جمهور أهل العلم يتسامح في الفضائل، إذا قلنا في العقائد أهل العلم قاطبة يتشددون في باب العقائد.
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
موضوع الفضائل الجمهور يتسامحون فيه، ويتشددون في الأحكام، ومن باب أولى العقائد، دعونا من قول من يقول: إن العقائد لا يحتج بها -بأخبار الآحاد فيها- خلونا على مذهب قول أهل السنة المعتمد أن الآحاد يجب العمل بها إذا صحت في جميع أبواب الدين، ومع ذلك باب الاعتقاد أشد من الأحكام، والأحكام يتشددون فيها، فإن قلنا: إن الحديث في الفضائل قلنا: الأمر أسهل؛ لأن جمهور أهل العلم يتساهلون في أحاديث الفضائل، وإذا قلنا أن الحديث في باب العقائد قلنا: إنه على القول بتضعيفه وأن سنده فيه لين؛ لأن فيه دراج، وهو مضعف عند أهل العلم، وأما من صححه كالحاكم وابن حبان، وصححه أيضاً ابن حجر في فتح الباري، من يصححه لا إشكال عنده، لكن من يضعفه والحديث إما في العقائد أو في الفضائل، في الفضائل ما في إشكال عند الجمهور، لو قال: إنه في العقائد لا يقبل بحال، إذا كان ضعيفاً، أما إذا صحح فانتهى الأمر، ولا شك أن في سنده شيء من الضعف، فيه لين، فيه لين، والحكم بصحته فيه تساهل، فيه تساهل.
قال:" ((قال موسى: يا ربِّ علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به)) ": عرفنا أن قول: لا إله إلا الله، ذكر بلا إشكال، وعرفنا وجه كونه يدعو بها، ولذلك قال:((دعوة أخي ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) دعوة سماها، وهي ذكر، والذكر دعاء عبادة، والذي يذكر يطلب المغفرة، فهو من هذه الحيثية دعاء مسألة أيضاً، يعني متضمن لدعاء المسألة.
" ((قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا)) ": يعني هل هذا استخفاف من موسى بلا إله إلا الله أو أنه يريد شيئاً يستقل به دون غيره؟