نقول: اعمل، ادعو الناس إلى الخير، وإذا دعوت، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ} [(٣٣) سورة فصلت]، أنت أحسن الناس قولاً ولو لم يستجب أحد، وكذلك الأمر والنهي {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [(١١٠) سورة آل عمران]، ولو لم يستجب أحد، ما عليك إلا أن تبذل ما أمرت به، ولك ثوابه سواءً استجاب الطرف الآخر أو لم يستجب، ونسمع من يكتب أن نوحاً -عليه السلام- فشل في دعوته.
يعني النبي الذي قتل ما استجاب له أحد، بل زاد الأمر على ذلك أن قتل، هل نقول: فشل في دعوته؟
حاشا وكلا، هذا حقق ما طلب منه، وما زاد على ذلك هذا ليس بيده.
ويكتب من يكتب أن نوحاً فشل في دعوته في هداية أقرب الناس إليه!! {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [(٥٦) سورة القصص]، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما استطاع أن يهدي عمه الذي أحسن إليه، وإلى دعوته، ما استطاع؛ لأنه ليس عليه إلا البلاغ.
ويقول الكاتب: وفشل النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته بمكة والطائف، ونجح في المدينة!!
يعني يربط النجاح والفشل بالاستجابة، والله -جل وعلا- يقول:{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} [(١٨) سورة العنكبوت]، فإذا بلغ البلاغ المبين وبين في وقت البيان، أدى مهمته واستحق أجره.
قدرٌ على ذلك إن استجاب أحد فله مثل أجره، يعني رأس المال ضمن بمجرد الدعوة، بمجرد الأمر والنهي رأس المال ضمن، يبقى مكاسب تجعل الإنسان يسلك الأساليب المؤثرة من أجل هداية الناس، ويحرص على ذلك، ويخلص في قوله وعمله ليستجاب له، وما عدا ذلك ليس له؛ لأنه يأتي النبي وليس معه أحد، وليس هذا بعيب ولا فشل، ولا .. ، كما يقول بعض السفهاء الذين يكتبون، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ويش عادنا نقول؟
نقول: الذي لم يتبعه أحد هذا ضمن، ضمن رأس المال، بلغ ما أمر به، واستحق الأجر المرتب عليه، هل نقول: فشل ما استطاع أن يهدي الناس؟