يقول: من خرج من بيته قاصداً المسجد للصلاة، واختار الذهاب على الأقدام بدل السيارة من أجل الرياضة، يعني بهذا الهدف هل يكتب له أجر الذهاب إلى المسجد بكل خطوة حسنة؟
الظاهر لا، وهذا يختلف عما لو نص عليه في الخبر، لو قيل: من ذهب إلى المسجد كان له من الأجر كذا، وأشير إلى شيء من المقصد الذي ذكره من رياضة أو استشفاء أو ما أشبه ذلك، ولذلك في السؤال الثاني يحصل له الأجر.
يقول: من تصدق من أجل الاستشفاء استدلالاً بحديث: ((داووا مرضاكم بالصدقة))؟
هذه علة منصوص عليها، فملاحظتها لا تضر، وما جاء النص عليه في الحديث ملاحظته لا تضر، ولو كانت تضر في القصد والهدف ما نص عليه في الحديث، ومثله من وصل رحمه لكي يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، على أن يكون الهدف والعمل كله لله -جل وعلا-، ثم بعد ذلك إذا لاحظ ما نص عليه فإنه لا يضره.
نتابع في مواضع الحديث، نقول:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
من مواضع تخريج الإمام البخاري لهذا الحديث السبعة، الموضع الثالث في كتاب العتق، باب: الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه، في كتاب العتق، في باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه، ولا عتاقة إلا لوجه الله تعالى، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لكل امرئ ما نوى)) ولا نية للناسي والمخطئ، يقول -رحمه الله تعالى-:
"حدثنا محمد بن كثير عن سفيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((الأعمال بالنية)) " الأعمال بالنية بدون (إنما) وبإفراد النية ((ولامرئ ما نوى)) بدون (إنما) وإنما لكل امرئ ما نوى في الموضع الأول وهنا يقول: ((ولامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).