شرح: الحديث الثاني من باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بعد أن ساق المؤلف -رحمه الله تعالى- الحديث بإسناده ومتنه، قال:
"قالت عائشة -رضي الله عنها-: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً".
قوله: "قالت عائشة" هل تابع لقولها الأول بالسند السابق فيكون موصلاً؟ أو ساقه المؤلف -رحمه الله تعالى- على جهة التعليق بدون إسناد مع صيغة الجزم؛ لأنه يقول: قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها-؟
الحافظ ابن حجر -رحمة الله تعالى عليه- يقول: قوله: "قالت عائشة" هو بالإسناد الذي قبله، قالت عائشة هو بالإسناد الذي قبله، يعني نقبل كلام ابن حجر هكذا من غير توجيه وإلا .. ؟ ما الدليل على ذلك؟ ابن حجر يقول: هو بالإسناد الذي قبله وإن كان بغير حرف العطف، وإن كان بغير حرف العطف، كما يستعمله المصنف وغيره كثيراً، وحيث يريد التعليق يأتي بحرف العطف، يعني لو أن المؤلف -رحمه الله تعالى- قال: وقالت عائشة لكان تعليق على كلام ابن حجر، وهل كلام ابن حجر هذا يسنده الواقع والاستقراء بالكتاب أو أن اللغة تساعده؟ يعني جزم ابن حجر بهذا يقول: هو بالإسناد الذي قبله وإن كان بغير حرف العطف كما يستعمله المصنف وغيره كثيراً، هذا يدل على أنه بالتتبع، وهل اللغة تساعد ما اختاره أو تساعد ما اختاره غيره؟ يعني لو أنه قال: وقالت، جاء شخص ما عنده تتبع ولا استقراء، لكنه عارف باللغة، ثم وقف على قول عائشة قالت: أو وقف عليها وقالت، بما يحكم عليه في الحالين؟
طالب:. . . . . . . . .
في حال الواو أو في حال حذف الواو؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن الحافظ ابن حجر واضح أنه يستند في ذلك على الاستقراء، وهل تدل اللغة على ما اختاره أو تدل على ضده على ما اختاره غيره؟ نعم، يعني في البلاغة ما يسمى الفصل والوصل، متى يكون الفصل؟ ومتى يكون الوصل؟ إذا كانت الواو فصل وإلا وصل؟