جرح، هو في الضبط ثم يؤول إلى العدالة، هي أصلاً مخالفة مخلة بالضبط، ثم بعد ذلك هذه المكابرة تؤول إلى العدالة، إذا أصر على خطئه، يعني بعض الناس يصر على الخطأ من باب الكبر، وهذا مخل بالعدالة، لئلا يقال له: أخطأت.
"عرقاً" بفتح الراء رشح الجلد منصوب على التمييز، يقول ابن حجر: زاد ابن أبي الزناد عن هشام بهذا الإسناد عند البيهقي في الدلائل: "وإن كان ليوحي إليه وهو على ناقته فيضرب حزامها من ثقل ما يوحي إليه"
يقول العيني: مرادها -يعني عائشة- الإشارة إلى كثرة معاناته -عليه الصلاة والسلام- إلى كثرة معاناته -عليه الصلاة والسلام- من التعب والكرب لثقل ما يلقى عليه، كما قال -جل وعلا-: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [(٥) سورة المزمل] ولذلك كان يعتريه مثل حال المحموم، كما روي أنه كان يأخذه عند الوحي الرحضاء أي: البهر والعرق من الشدة، وأكثر ما يسمى به عرق الحمى، ولذلك كان جبينه يتفصد عرقاً كما يفصد، وإنما كان ذلك ليبلغ صبره، ويحسن .. ، أو ليُبلغ صبره ويحسن تأديبه، فيرتاض لاحتمال ما كلفه من أعباء النبوة، فيرتاض لاحتمال ما كلفه من أعباء النبوة، يعني هذا لو كان في أول الأمر وفي أخره يكون قد ارتاض -عليه الصلاة والسلام-، لكن لا شك أن الثقيل لا بد أن يأتي بصفة تناسبه، وضربنا مثال في علومنا المتداولة بيننا أن ما كان فيه شدة وقوة فإنه حينئذٍ أدعى للثبوت، وما يكون فيه سهولة في الفهم والحفظ فإنه سرعان ما يفقد، وقد ذكر البخاري في حديث يعلى بن أمية:"فأدخل رأسه فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمر الوجه وهو يغط، ثم سري عنه"، وفي حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: كان نبي الله -عليه الصلاة والسلام- إذا أنزل عليه كرب لذلك، وتربد وجهه، وفي حديث الإفك قالت عائشة -رضي الله عنها-: فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه، والرحضاء العرق في أثر الحمى، والبهر: تتابع النفس، يغط: صوت يخرجه النائم مع نفسه، تربد: أي: تغير، والبرحاء: شدة الكرب، والجمان: جمع جمانة وهي حبة تعمل من فضة كالدرة.